ولكن في كون جميع ذلك من كلامه نظر . أما قوله : غريب فالظاهر - والله أعلم - أنه من كلامه ، إذ قد حكاه عنه جماعة من المتقدمين والمتأخرين كالمحب الطبري في الرياض النضرة ، والبغوي في مصابيح السنة ، والعلائي في النقد الصحيح ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ، وابن الأثير الجزري في أسنى المطالب ، وابن كثير في النهاية ، والمناوي في فيض القدير ، وآخرون غيرهم [1] . لكنك خبير بأن الغريب يجامع الصحيح ، كما هو الحال في أكثر الأحاديث الصحيحة . وأما قوله : منكر فقد مر عن أبي حاتم أنه رمى حديث الباب بالنكارة ، وقال أبو عيسى في العلل الكبير [2] : سألت محمدا - يعني البخاري - عنه فلم يعرفه ، وأنكر هذا الحديث . قلت : ما أنكر البخاري ولا غيره هذا الحديث إلا بناء على أصلهم الفاسد الذي أسسوه في إبطال كل ما ورد في فضل أمير المؤمنين علي عليه السلام ، أو أكثره ، بالحكم على من روى شيئا منه بالتشيع والضعف والنكارة ، أو رده بما يعارضه ويناقضه من الأحاديث الموضوعة ، كما فعل الجوزجاني وغيره من ألداء النواصب - قبحهم الله وأخزاهم - .