فإن قيل : إن يحيى بن سلمة بن كهيل ضعيف . قلنا : هو من رجال الترمذي ، وتضعيفه في الحديث لا يضره ، لأنه إن ثبت ذلك في حقه كان ضعفه محتملا ، غير موجب لترك حديثه ، فيجوز إيراد حديثه في المتابعات ، على أن ذلك معارض بتوثيقه ، فقد ذكره ابن حبان في الثقات [1] وقواه الحاكم - كما في الميزان [2] - . وقال في المستدرك : هؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب ثبت عندي حديثهم ، لأني لا أستحل الجرح إلا مبينا ، ولا أجيزه تقليدا . قال : والذي أختاره لطالب العلم أن يكتب حديث هؤلاء أصلا . انتهى [3] . فالذي يظهر من كلام الحاكم أنه لم يعول على ما قيل في يحيى بن سلمة ، فيكون حديثه ثابتا عنده ، بل قد صحح حديثه في المستدرك [4] ، وقال : ترك حديث يحيى بن سلمة ، عن أبيه من المحالات التي يردها العقل ، فإنه لا خلاف أنه من أهل الصنعة ، فلا ينكر لأبيه أن يخصه بأحاديث يتفرد بها عنه . انتهى .
[1] الثقات 7 / 595 . [2] ميزان الاعتدال في نقد الرجال 4 / 382 رقم 9527 . [3] الإفادة بطرق حديث : النظر إلى علي عليه السلام عبادة ، للسيد عبد العزيز بن الصديق الغماري المغربي ، نقلا عن مستدرك الحاكم . [4] المستدرك على الصحيحين 4 / 607 .