نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 30
الأمر ما قد ترون ، ألا وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ؟ ! فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما " [1] . فقام أصحابه وأجابوه بما اقتضى خالص الدين وأوجب محض الإيمان ، فركب وتياسر عن طريق العذيب [2] والقادسية ، فمر بقصر بني مقاتل ثم سار ، فأتى إلى الحر أمر من عبيد الله بالتضييق عليه ، فنزل كربلا يوم الخميس ثاني محرم الحرام من سنة إحدى وستين وضرب أخبيته هناك ، فأتاه عمر بن سعد بالسيل الجارف من الرجال والخيل حتى نادى منادي ابن زياد في الكوفة ألا برئت الذمة ممن وجد في الكوفة لم يخرج لحرب الحسين ( عليه السلام ) ، فرئي رجل غريب فأحضر عند ابن زياد فسأله فقال : إني رجل من أهل الشام جئت لدين لي في ذمة رجل من أهل العراق . فقال ابن زياد : اقتلوه ففي قتله تأديب لمن لم يخرج بعد فقتل . وكان عمر بن سعد أراد الموادعة فسأل الحسين ( عليه السلام ) عما أتى به فأخبره ، وخيره بين الرجوع إلى مكة واللحوق ببعض الشعوب النائية والجبال القاصية ، فكتب بذلك إلى ابن زياد فأجابه بالتهديد والإيعاد وباعتزال العمل وتوليته لشمر بن ذي الجوشن إن لم ينازل الحسين ( عليه السلام ) أو يستنزله على حكمه ، فوصل الكتاب إلى عمر بن سعد في اليوم السادس من المحرم ، وقد تكامل عنده من الرجال عشرون ألفا ، فقطع المراسلات بينه وبين الحسين وضيق عليه ومنع عليه ورود الماء وطلب منه إحدى
[1] راجع المعجم الكبير للطبراني : 3 / 114 ، ح 2942 ، الحدائق الوردية : 113 ، ذخائر العقبى : 150 . [2] عذيب الهجانات قريب من عذيب القوادس ، وعذيب القوادس ما بين القادسية والمغيتة ، بينه وبين القادسية أربعة أميال . راجع معجم البلدان : 4 / 92 .
30
نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 30