نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 31
الحالتين النزول أو المنازلة ، فجعل يتسلل إلى الحسين من أصحاب عمر بن سعد في ظلام الليل الواحد والاثنان حتى بلغوا في اليوم العاشر زهاء ثلاثين ممن هداهم الله إلى السعادة ووفقهم للشهادة . ثم إن الحسين ( عليه السلام ) عطش في اليوم الثامن فأرسل أخاه العباس في عشرين فارسا ومثلهم راجلا فأزالوا الحرس عن المراصد وشربوا وملؤا قربهم ورجعوا ، ثم أتى أمر من عبيد الله إلى عمر بن سعد يستحثه على المنازلة ، فركبوا خيولهم وأحاطوا بالحسين ( عليه السلام ) وأهل بيته وأصحابه فأرسل الحسين ( عليه السلام ) أخاه العباس معه جملة من أصحابه وقال : سلهم التأجيل إلى غد إن استطعت ، وكان ذلك اليوم تاسع محرم فأجلوه بعد مؤامرة بينهم وملاومة ، فلما دجا الليل بات أولئك الأنجاب بين قائم وقاعد وراكع وساجد ، وإن الحرس لتسمع منهم في التلاوة دويا كدوي النحل ، ثم جاءهم سيد هم الحسين ( عليه السلام ) فخطبهم وقال : " أثني على الله أحسن الثناء ، وأحمده على السراء والضراء ، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة ، فاجعلنا من الشاكرين " . أما بعد : " فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا ، ألا وإني لأظن أن لنا يوما من هؤلاء ، ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام ، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ودعوني وهؤلاء القوم فإنهم ليس يريدون غيري " [1] . فأبى عليه أهل بيته وأصحابه وأجابوه بما شكرهم عليه ، فخرج عنهم وتركهم على ما هم عليه من العبادة ينظر في شؤونه ويوصي بمهماته . فلما أصبح الحسين ( عليه السلام ) عبأ أصحابه وكان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون