responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي    جلد : 1  صفحه : 205


إلى مصافهم فأخذ كل بعنان دابته وجلس في ظلها ، فلما كان وقت العصر أمر الحسين بالتهيؤ للرحيل ، ونادى بالعصر ، فصلى بالقوم ثم انفتل من صلاته وأقبل بوجهه على القوم فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : " أيها الناس إنكم إن تتقوا " إلى آخر ما قال . فقال الحر : إنا والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر ، فقال الحسين : " يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إلي " ، فأخرج خرجين مملوين صحفا فنشرها بين أيديهم ، فقال الحر : فإنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ، وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألا نفارقك حتى نقدمك على عبيد الله ، فقال [ له ] الحسين :
" الموت أدنى إليك من ذلك " ، ثم قال لأصحابه : " اركبوا " ، فركبوا وانتظروا حتى ركبت النساء ، فقال : " انصرفوا " ، فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف ، فقال الحسين للحر : " ثكلتك أمك ! ما تريد " ؟ قال : أما والله لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل هذه الحالة التي أنت عليها ما تركت ذكر أمه بالثكل أن أقوله كائنا من كان ، ولكن والله ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما يقدر عليه ، فقال الحسين : " فما تريد " ؟ قال : أريد أن أنطلق بك إلى عبيد الله ، فقال : " إذن لا أتبعك " ، قال الحر إذن لا أدعك ، فترادا القول ثلاث مرات ، ثم قال الحر : إني لم أؤمر بقتالك ، وإنما أمرت ألا أفارقك حتى أقدمك الكوفة ، فإن أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ، ولا تردك إلى المدينة تكون بيني وبينك نصفا حتى أكتب إلى ابن زياد ، وتكتب إلى يزيد إن شئت أو إلى ابن زياد إن شئت ، فلعل الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلى بشئ من أمرك ، قال : فتياسر عن طريق العذيب والقادسية ، وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلا ، وسار والحر يسايره ، حتى إذا كان بالبيضة خطب أصحابه بما تقدم فأجابوه بما ذكر في تراجمهم ، ثم ركب فسايره الحر وقال له : أذكرك الله يا أبا عبد الله في نفسك فإني أشهد لئن قاتلت لتقتلن ، ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى ، فقال له الحسين : " أفبالموت تخوفني ؟ ! وهل يعدو بكم

205

نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست