نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 204
هذه بشارة وأنا أسير إلى حرب الحسين ، وما كان يحدث نفسه في الجنة ، فلما صار مع الحسين قص عليه الخبر ، فقال له الحسين : " لقد أصبت أجرا وخيرا " [1] . وروى أبو مخنف عن عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديين قالا : كنا نساير الحسين فنزل شراف ، وأمر فتيانه باستقاء الماء والإكثار منه ، ثم ساروا صباحا ، فرسموا صدر يومهم حتى انتصف النهار ، فكبر رجل منهم : فقال الحسين : " الله أكبر لم كبرت " ؟ قال : رأيت النخل . قالا : فقلنا : إن هذا المكان ما رأينا به نخلة قط . قال : " فما تريانه رأى " ؟ قلنا : رأى هوادي الخيل . فقال : " وأنا والله أرى ذلك " : ثم قال الحسين : " أما لنا ملجأ نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد " ؟ قلنا : بلى ، هذا ذو حسم عن يسارك تميل إليه ، فإن سبقت القوم فهو كما تريد . فأخذ ذات اليسار : فما كان بأسرع من أن طلعت هوادي الخيل : فتبيناها فعدلنا عنهم ، فعدلوا معنا كأن أسنتهم اليعاسيب ، وكأن راياتهم أجنحة الطير ، فسبقناهم إلى ذي حسم ، فضربت أبنية الحسين ( عليه السلام ) ، وجاء القوم فإذا الحر في ألف فارس فوقف مقابل الحسين في حر الظهيرة ، والحسين وأصحابه معتمون متقلدون أسيافهم ، فقال الحسين لفتيانه : " اسقوا القوم ورشفوا الخيل " فلما سقوهم ورشفوا خيولهم ، حضرت الصلاة ، فأمر الحسين الحجاج بن مسروق الجعفي ، وكان معه ، أن يؤذن ، فأذن ، وحضرت الإقامة فخرج الحسين في إزار ورداء ونعلين ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أيها الناس إنها معذرة إلى الله وإليكم ، إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم " إلى آخر ما قال ، فسكتوا عنه ، فقال للمؤذن : " أقم " فأقام ، فقال الحسين للحر : " أتريد أن تصلي بأصحابك " ؟ قال : لا بل بصلاتك ، فصلى بهم الحسين ، ثم دخل مضربه واجتمع إليه أصحابه ودخل الحر خيمة نصبت له واجتمع عليه أصحابه ، ثم عادوا