< فهرس الموضوعات > فصل في أن الله تعالى غني < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > فصل في أن الله لا يرى بالابصار < / فهرس الموضوعات > فصل [ أن الله تعالى غني ] فإن قيل : أربك غني أم لا ؟ فقل إنه غني لم يزل ولا يزال ، ولا تجوز عليه الحاجة في حال من الأحوال ، لأن الحاجة لا تجوز إلا على من جازت عليه المنفعة والمضرة ، واللذة والألم ، وهذه الأمور لا تجوز إلا على من جازت عليه الشهوة والنفرة ، وهما لا يجوزان إلا على الأجسام ، فيستر الجسم بإدراك ما يشتهيه ويلتذ به ، وينمو ويزداد بتناوله . وقد ثبت أنه تعالى ليس بجسم ، بل هو خالق الجسم ، فكيف يخلق مثل ذاته ، أو تشاركه الأجسام في صفاته ؟ ! بل لا يجوز عليه شئ من ذلك . فصل [ في أن الله لا يرى بالأبصار ] فإن قيل : أربك يرى بالأبصار ، أم لا يرى ؟ فقل : هذه مقالة باطلة عند أولى الأبصار ، لأنه لو رئي في مكان لدل ذلك على حدوثه ، لأن ما حواه محدود