responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحبة والصحابة نویسنده : حسن بن فرحان المالكي    جلد : 1  صفحه : 9


والزندقة ، ونحن لنا الحق شرعا أن نرد السيئة بسيئة بمثلها ، ولكننا لن نلجأ لتبديع أحد أو تفسيقه أو تكفيره ، ليس لبراءته ، ولكن لأنه لا يستحق أن ينسب له شيئا من هذا لضعفه وتقليده ، فلا يقال للجاهل المقلد مبتدعا ، لأنه أقل من أن يقال عنه ذلك ، فالمبتدع غالبا يكون صاحب بحث وعلم وابتكار واختيار ، أما هؤلاء فلا أدب ولا فضيلة ، ولا علم ، ولا مروءة ، وهم تبع لمتعصبي المتقدمين ، فإن وجدوا بعض متقدميهم ارتكبوا شيئا ارتكبوه ، وإن وجدوا هؤلاء ابتدعوا تبعوهم ، يحلون ما أحله هؤلاء ، ويحرمون ما حرموه ، كحال عوام اليهود والنصارى مع أحبارهم ورهبانهم ( وتذكروا حديث عدي بن حاتم ) ، وهم مع شدة أتباعهم لهؤلاء من أبعد الناس عن العودة لنصوص الكتاب والسنة ، ومن يحسبني مبالغا فليفتشهم بنفسه وسيجد أن غاية ما معهم قال فلان وقال فلان ، أما قول الله عز وجل وقول رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) فلا يلتفتون إليه ، إذا التفت إليه فلان ، وإذا فهمه فلان فهما خاطئا ، أو حرف المعنى فهو له تبع ، فهل هؤلاء يستحقون الوصف بالبدعة ؟ !
كلا فالبدعة أرفع من هؤلاء ، وإنما البلاء في بعض من يقلدونهم من غلاة المتقدمين ، الذين أوقعوهم في التكفير والتبديع ، فعلينا دراسة هؤلاء المتقدمين فإن ثبت بدعة بعضهم أو غلوة تبعه جيشه ، أما أن نحكم على الغوغاء ونترك متقدميهم وقدوتهم من أهل البدع والتعصب والغلو من المكفرين والمبدعين ، فهذا علاج للنتيجة وترك لأسبابها ، فإذا رأيت أوراق الشجرة تجف فاعلم أن السبب في هذا الجفاف هو جفاف الجذر ، وإذا حاولت أن تسقي الأوراق فلن تنتفع بالماء ، كما أن الأوراق لا يضاف إليها مدح الاخضرار ولا ذم الاصفرار ! ! [49] .



[49] أقول : هذا لتقريب المعنى وإلا فالبشر مكلفون محاسبون مذمومون على التقليد أما الأوراق فليس لها إلا الذبول في حالة يبوسة الجذر ! ! .

9

نام کتاب : الصحبة والصحابة نویسنده : حسن بن فرحان المالكي    جلد : 1  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست