نام کتاب : ومن الحوار اكتشفت الحقيقة نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 194
فإذا كان الأمر هكذا وأبو بكر لا يصلح لأداء آيات يسيرة عن النبي صلى الله عليه وآله في حياته ، فكيف يصلح أن يكون خليفته بعد مماته ويؤدي عنه ، وعلمنا من هذا أن عليا عليه السلام يصلح أن يؤدي عن النبي صلى الله عليه وآله . فيا أيها المسلمون لم تتعامون عن الحق الصريح ؟ ولم تركنون إلى هؤلاء وكم ترهبون الأهوال ؟ أطرق الحنفي برأسه إلى الأرض ثم رفعه وقال : يا يوحنا والله إنك لتنظر بعين الإنصاف ، وإن الحق لكما تقول ، وأزيدك في معنى هذا الحديث ، وهو أن الله تعالى أراد أن يبين للناس أن أبا بكر لا يصلح للخلافة ، فلذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يخرج عليا وراءه ويعزله عن هذا المنصب العظيم ليعلم الناس أن أبا بكر لا يصلح لها ، وأن الصلاح لها علي عليه السلام فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله : لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك [1] ، فما تقول أنت يا مالكي ؟ قال المالكي : والله فإنه لم يزل يختلج في خاطري أن عليا نازع أبا بكر في خلافته مدة ستة أشهر ، وكل متنازعين في الأمر لا بد وأن يكون أحدهما محقا ، فإن قلنا إن أبا بكر كان محقا فقد خالفنا مدلول قول النبي صلى الله عليه وآله : ( علي مع الحق والحق مع علي ) [2] . وهذا حديث صحيح لا خلاف فيه ونظر إلى الحنبلي ليرى رأيه .
[1] مسند أحمد ج 3 - ص 212 ، المصنف لابن أبي شيبة ص 84 - 85 - ح 12184 ، كنز العمال ج 2 - ص 431 - ح 4421 ، البداية والنهاية ج 5 ص 37 ، وقد تقدمت تخريجات . [2] تقدمت تخريجاته .
194
نام کتاب : ومن الحوار اكتشفت الحقيقة نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 194