نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 47
( عليه السلام ) : يا بلال قد بلغت فمن شاء فليصل ، ومن شاء فليدع . قال : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمن يصلي بالناس ؟ قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فلما تقدم أبو بكر رفعت الستور عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنظرنا إليه كأنه ورقة بيضاء عليها قميصه السوداء ، فظن أبو بكر أنه يريد الخروج فتأخر فأشار إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن صل مكانك ، فما رأينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى مات من يومه " . عن عائشة أم المؤمنين ( رض ) قالت : ما مر علي ليلة مثل ليلة مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : يا عائشة هل طلع الفجر ، فأقول لا يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى أذن بلال بالصبح ، ثم جاء بلال فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمك الله ! فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من هذا ؟ فقلت : بلال . فقال : مري أبا بكر أن يصلي بالناس ( الحديث ) . فنستنتج مما أوردناه لكم أن الصلاة التي تقدم فيها أبو بكر ( رض ) هي التي نهاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنها ، وهي صلاة الصبح ، وكانت صبح يوم الاثنين في اليوم الذي التحق فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالرفيق الأعلى . وأما كون ذلك كان بأمر من عائشة أم المؤمنين دون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فسوف أثبته لك حضرة الدكتور بعدة أمور : الأول : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يعين أحدا للصلاة فيهم كما يدل عليه قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حديث ( كنز العمال ) المتقدم ذكره ( فمن شاء أن يصلي ، ومن شاء فليدع " فإنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يريد التخيير في أمر الجماعة ، لا التخيير في أصل الصلاة لوضوح بطلانه فحينئذ يكون ما في ذيل الحديث من قوله " مروا أبا بكر فليصل بالناس " من الزيادات التي قضت بها السياسة في ذلك الحين ، وإلا لم يكن لهذا التخيير في منطوق الحديث معنى يفهم وإن فات ذلك على واضعي تلك الزيادة ، ولم يهتدوا إلى منافاتها لصدر الحديث . الثاني : ما أخرجه ابن عبد البر في ( استيعابه ) في ترجمة الخليفة أبي بكر ( رض ) عن عبد الله بن زمعة قال : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مروا من يصلي بالناس " . وأما تذييل ابن زمعة للحديث بأنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر عمر بن الخطاب بالصلاة فلما كبر سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صوته قال : فأين أبو بكر يأبى ذلك الله
47
نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 47