نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 43
عباس أنه قال : " يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، قال : اشتد برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وجعه يوم الخميس . فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ! قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصى عند موته بثلاث : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوافد ما كنت أجيزه ، ونسيت الثالثة " . أوليس قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذا الحديث : " دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه " أنهم دعوه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى ما يريدون من الشر ، وهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يريد لهم الخير بكتابة ذلك الكتاب الذي وصفه بأنه كتاب هدى " لن تضلوا بعده أبدا " ولو كتبه لهم بعدما قالوا : لقالوا بعد ذلك كتبه وهو يهجر ، فلن يقبلوه كتبه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أم لم يكتبه ؟ وهنا سؤال يطرح نفسه . ألم يكن قول الراوي ونسيت الثالثة دليلا صريحا على أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أراد أن يجدد العهد بالخلافة لعلي ( عليه السلام ) بعده بالكتابة تأكيدا لنصوصه القولية كما تقدم ، ولكن السياسة يومئذ قهرت الراوي على أن يقول : " ونسيت الثالثة " إذ لا يضر القوم سوى كتابة الخلافة لعلي ( عليه السلام ) بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دون سواها ؟ ثم السؤال الثاني : ألم يقل الخليفة عمر بن الخطاب للصحابة في مرض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله " على ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه [1] : عن ابن عباس قال : " لما حضر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده فقال عمر : " إن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد غلب عيه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو واللغط والاختلاف عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " قوموا ! " قال عبد الله ،
[1] صحيح البخاري : ج 4 باب ( قول المريض قوموا عني : كتاب المرضى ) .
43
نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 43