نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 74
دامت ألف عام ونيف ، ونبدأ بالحياة من الصفر كأننا بلا تجارب . هذا هو الخلط ، وقد كان بهذا الخلط مصلحة لهذا الحكم أو ذاك أو التستر على هذا الشخص أو ذاك . فما هي مصلحتنا الآن بهذا الخلط وهذا التستر ؟ وما هي مصلحتنا بإلغاء تجربة ألف وثلاثمائة وتسعين عاما ، خاصة وأن هذا الخلط وهذا التستر وهذا الالغاء يتم على حساب الدين الحنيف وينفذ تحت شعار مصلحة الإسلام . واقعة للاستكشاف الشرعي قامت جموع غاضبة فقتلت بعد تردد طويل الخليفة الثالث عثمان بن عفان بزعم أنه قد انحرف عن سيرة صاحبيه الصديق والفاروق ، فبايع أهل المدينة عليا عليه السلام وتبعهم أهل الأمصار باستثناء أهل الشام وواليهم معاوية بن أبي سفيان الذي لم يبايع لأنه حسب قوله يريد معاقبة قتلة عثمان . فقال له الخليفة : ادخل في الطاعة وسأقضي بالحق للجميع ، فرفض معاوية وتحصن في ولايته ، وأخذ يكيد للإمام ويعلن خروجه عليه ويزعزع قواعد استقرار الدولة ويهيئ الأمة للانقسام ، مستغلا أموال ولايته وصارفا لها بغير الوجوه الشرعية المخصصة لها ، وما زال يكيد حتى انقسمت الأمة حقيقة وسالت الدماء ، ثم قتل الإمام ، واغتصب معاوية أمر الأمة بالقوة وتأمر عليها وفيها السابقون من الصحابة الذين قاتلوه وقاتلوا أباه على الإسلام ، ونسي معاقبة قتلة عثمان أو تناساهم ، وأوصى أن يكون الملك من بعده لابنه يزيد ، وهو سكير خمير صاحب قردة وطنابير على حد تعبير الحسن البصري ، ومن ذلك التاريخ صارت رئاسة الدولة غنيمة يختص بها من غلب . وبما أن القديم على قدمه ، فقد صارت الغلبة وسيلة شرعية ( نحن مع من غلب ) . عدالة كل الصحابة الذين وقفوا مع علي ، والذين وقفوا مع معاوية كلهم صحابة وكلهم عدول ولا يدخل أحد منهم النار ، وكلهم في الجنة وكلهم مجتهد وكلهم لم يخطئ ، ومن عابهم أو عاب أيا منهم فهو زنديق لا يواكل ولا يشارب ولا يصلى عليه حسب إجماع أهل السنة . امدحهم جميعا كما يحلو لك فهم أهل لهذا المدح ولكن إن قلت إن واحدا منهم أخطأ فأنت زنديق . . . الخ . هذا التفكير الأعمى أصبح سنة حقيقية ،
74
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 74