نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 336
إذا لماذا يتمسك الفاروق بهذا الشعار ويخلص له ؟ لأن الفاروق - حسب اجتهاده - يرى أن هذه القسمة " النبوة للهاشميين والخلافة للبطون قسمة عادلة " وأن قريش عندما قسمت هذه القسمة قد اهتدت ووفقت تماما - كما وثقنا ذلك - ثم من باب سد الذرائع ، فلو جمع الهاشميون النبوة مع الخلافة فإن ذلك إجحافا ويؤدي لإجحاف بني هاشم على بطون قريش ، والإجحاف ليس من الإسلام . أما علي بالذات فهو صغير السن بالنسبة لغيره ، وهو غير مؤهل ليكون وليا على المسلمين من بعد النبي ، ولكل ما أشرنا من أسباب ، وللحرص على الإسلام تبنى الفاروق هذا الشعار وأخلص له بالرغم من إدراكه بأنه يتعارض مع ظاهر النصوص ، لأن الفاروق لا يتعامل مع الظواهر إنما يتعامل مع البواطن ومآلات الأمور . ما هو موقف الفاروق كحاكم وكنائب للحاكم من الولي ومن العترة الطاهرة ؟ الفاروق حريص على مستقبل الإسلام والمسلمين حتى عندما كان وزيرا فعندما أراد النبي ( ص ) أن يكتب وصيته ، ورأى الفاروق أن هذه الوصية قد تشكل خطرا على مستقبل الإسلام والمسلمين تصدى للنبي الكريم نفسه وعارض كتابة الوصية واستقطب حوله مجموعة كبيرة من المعارضين ، فتمادوا بمعارضتهم للنبي حتى قالوا للنبي ( ص ) ومواجهة : رسول الله هجر ، استفهموه إنه يهجر ! ! ! والفاروق هو نفسه الذي رتب أمر اختيار الخليفة وتابع الأحداث دقيقة بدقيقة حتى نصب الخليفة الجديد في غياب كل قريش وغياب العترة الطاهرة وغياب عميدها ، وذلك حرصا على مصلحة المسلمين ووحدتهم . وحتى لا يجمع الهاشميون النبوة مع الخلافة فيجحفوا على قومهم ، والفاروق بطبيعته يكره الاجحاف والظلم . والفاروق لا يتساهل في ما يمس أمن الدولة ووحدة الأمة ، فأمن الدولة ووحدة الأمة فوق كل اعتبار ، فإذا اعتقد أن الاخلال بأمن الدولة أو تعريض وحدة الأمة
336
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 336