نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 337
للخطر يصدر عن بيت فاطمة بنت محمد نفسها ، فلا مانع يمنع من حرق بيت فاطمة على من فيه ، لأن القانون يسري على الجميع بما فيهم فاطمة ، وقد هم الفاروق حقيقة بحرق بيت فاطمة بعد أن جاء بالحطب ، ولكن المعارضة خرجت وعدل عن حرق بيت فاطمة . وبالرغم من ذلك فإن الفاروق هو الذي اقترح على الصديق أن يذهب بعد الحادثة ويعتذر للزهراء . والفاروق لا يتهاون بمن يتخلف عن البيعة كائنا من كان حتى ولو كان الولي من بعد النبي نفسه ، فعندما رفض علي مبايعة أبا بكر هدده الفاروق بالقتل إن لم يبايع ، ومع هذا يقول لمن استصغر شأن الولي : " هذا مولاي ومولاك ومولى كل مؤمن ومؤمنة " . وكان يرجع إليه يستشيره في كثير من الأمور ، وكثيرا ما قال : اللهم إني أعوذ بك من معضلة ليس فيها أبو حسن ، وقد وثقنا كل ذلك في هذه الدراسة وفي كتابنا " النظام السياسي في الإسلام " . والفاروق نفسه هو واضح شرط عدم جواز توليه الهاشمي وتسليطه على رقاب الناس حتى لو كان هذا الهاشمي ذا قوة وذا أمانة ، وذلك من باب سد الذرائع - حسب رأيه - حتى لا يجمع الهاشميون النبوة والخلافة معا فيؤدي ذلك لإجحافهم على بطون قريش . وبالرغم من ذلك كان يبدأ بآل محمد عند توزيع العطايا ويقدمهم على نفسه وعلى آل أبي بكر كما يروي البلاذري في فتوح البلدان . وباختصار ، فإن للفاروق أسلوبه ومنهجه الخاص بفهم الدين ، ولا يجد حرجا ولا غضاضة بالجهر بهذا الأسلوب وهذا المنهج حتى بمواجهة النبي نفسه ، وحادثة الرزية - كما يسميها ابن عباس - خير مثال على ذلك . وقد يبلغ به الأمر حدا أن يواجه بأسلوبه ومنهجه النص القرآني نفسه وعلى سبيل المثال قوله تعالى * ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ) * . فالنص القرآني يحدد الجهات المستفيدة من الصدقات وعلى سبيل الحصر ويعتبر هذا التحديد فريضة إلهية مثل أي فريضة .
337
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 337