نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 263
وهؤلاء الأئمة اثنا عشر [1] وهؤلاء هم الأئمة الأطهار وليسوا الحكام ، لأن الحكام من قريش بالمئات وليسوا اثني عشر فقط [2] . الحكمة من حصر الإمامة بأولاد محمد لأن الله طهرهم وأعدهم لذلك فلا خطر على الأمة منهم ، ولقطع دابر التنافس والخلاف على منصب الإمامة إذ بغيرهم يتحول الملك لمن غلب ، فيحكم أمة محمد الغالب بغض النظر عن دينه وعلمه وأمانته ، فإذا كان منصب الإمام محصور بعمادة أهل البيت تطيب نفوس الجميع لأن حاكمهم هو ابن النبي ( ص ) ، فيعم الاستقرار وتهنأ النفوس وتهدأ الأطماع . دور الأمة بتعيين الإمام . الأمة المؤمنة الجادة الصادقة الواعية تبحث عن الأعلم بالعقيدة والأفهم لأحكامها ، لأن هذه العقيدة هي المنظومة الحقوقية الإلهية ، وهي بمثابة القانون النافذ والمسؤول الأول عن تطبيق هذا القانون هو الإمام ، فإذا لم يكن الإمام هو الأعلم والأفهم فيقع المحظور . والأمة من جهة ثانية تبحث عن أفضل أفرادها لأن من مصلحة الجميع ومن بواعث فخر الجميع أن يحكم الأفضل ، والأمة العاقلة المؤمنة الواعية تبحث عن الأنسب ليقودها على درب الله ولا يستطيع أي فرد من أفرادها ، ولا أي جماعة من جماعاتها ولا هي مجتمعة أن تعرف على سبيل الجزم واليقين من هو الأعلم والأفهم والأفضل والأنسب . إن يعرف ذلك على وجه الجزم واليقين هو الله سبحانه وتعالى ، لذلك رحمة بعباده المؤمنين يتلطف فيخبرهم على وجه الجزم واليقين أن هذا هو صاحبكم الذي تبحثون عنه وهو المؤهل لقيادتكم وقيادة مسيرة الإيمان في العالم .
[1] راجع كنز العمال ج 12 ص 24 وقد نقله عن البخاري ومسلم . [2] ويمكن لمن أراد معرفة أسماء حكام قريش وعددهم أن يراجع مروج الذهب للمسعودي .
263
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 263