نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 124
مباشرة للوثوق بهذه المرجعية بغض النظر عن أهلية تلك المرجعية أو عدم أهليتها . فأبو هريرة صحابي مغمور لم يكن له دور في عهد الخلفاء الراشدين ، وكان يخدم الناس مقابل قوت بطنه ، ولم تتجاوز صحبته للنبي ( صلى الله عليه وآله ) سنة وبضعة أشهر ، لكن نتيجة لقربه من البلاط الأموي وحظوته فيه تحول إلى مرجعية هائلة ، وتحولت أقواله على كثرتها إلى الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وروى من الأحاديث ما ينوف على سبعمائة ضعف ما رواه كبار الصحابة ، لماذا ؟ لأن الدولة تبنته ورشحته ليكون مندوبها في مرجعية تستقطب كل المرجعيات . حكم الشرع في تعدد المرجعيات : ما من دين على الاطلاق إلا وله مرجعية . وما من عقيدة إلا ولها مرجعية . فمحمد هو المرجعية الوحيدة لدين الإسلام ولعقيدته ، فقوله الفصل ، وإذا وجدت مرجعية ثانية بأمر الله ، فإنها مرتبطة به بالدرجة الأولى بوصفه الأعلم والأفهم بالعقيدة ومرتبطة بالعقيدة . والديانة اليهودية لها مرجعية واحدة . فموسى ( عليه السلام ) هو المرجع ، وهارون تابع له ، وإذا انفرد موسى عن هارون فهو خليفته ، فإذا عاد موسى عادت تبعية هارون له . والديانة المسيحية لها مرجع وهو عيسى ( عليه السلام ) ، والحواريون مرتبطون به ومسخرون لخدمة الدين تحت إمرته . فإذا انتقل محمد وموسى وهارون وعيسى إلى الرفيق الأعلى ، فيستتبع بالضرورة وجود مرجعية واحدة لكل عقيدة من هذه العقائد الثلاث معينة من قبل المرجعية الأولى بأمر ربها ، وترك الدين والعقيدة بلا مرجعية ، تفريط تترفع عنه ملكات الأنبياء ، ويتناقض مع كمال الديانات . وفي الإسلام ، فإن مرجعية المسلمين بالنصوص الشرعية القاطعة هم أهل بيت محمد ، وبالتحديد عميد هذا البيت الطاهر في كل زمان . أما لماذا أهل بيت النبوة ؟ فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ، ومن جهة ثانية فقد أعدهم الرسول إعدادا علميا ، وقد احتضنوا الرسول واحتضنوا دعوته . وقد بين لنا الله أنهم هم الأفضل في كل زمان ،
124
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 124