responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 471


قدّمت وأخرت ، وصعدت وصوبت ، ونقضت وأبرمت ، فلم أجد إلاّ الإغضاء على ما نشب منه فيها ، والتلهّف على نفسي ، وأمّلت إنابته ورجوعه ، فوالله ما فعل حتى فَغَرَ بها بَشَماً .
قال المغيرة : فما منعك منها وقد عرضها عليك يوم السقيفة بدعائك إليها ، ثم أنت الآن تنقم وبالتأسف عليه ؟
فقال له : ثكلتك أمّك يا مغيرة - إنّي كنت لأعدّك من دهاة العرب - كأنّك كنت غائباً عمّا هناك ؟ ! إنّ الرجل كادني فكدته ، وماكرني فماكرته ، وألفاني أحذر من قطاة .
إنّه لما رأى شغف الناس به ، وإقبالهم بوجوههم عليه أيقن أنّهم لا يريدا به بدلا ، فأحبّ لمّا رأى من حرص الناس عليه وشغفهم به ، أن يعلم ما عندي ، وهل تنازع إليها نفسي ، وأحبّ أن يبلوني بإطماعي فيها والتعريض لي بها ، وقد علم وعلمت لو قبلت ما عرض عليّ منها لم يجبه الناس إلى ذلك ، فألفاني قائماً على أخمصي مستوفزاً حذراً ، ولو أجبته إلى قبولها لم يسلّم الناس إليّ ذلك ، واختبأها ضغناً عليَّ في قلبه ، ولم آمن غائلته ولو بعد حين ! مع ما بدا لي من كراهة الناس - إلى أن قال - فأرسل إليّ بعتاب مؤلم ، فأرسلت إليه : أما والله ! لتكفّن أو لأقولن كلمة بالغة بي وبك في الناس ، تحملها الركبان حيث ساروا ! وإن شئت إستدمنا ما نحن فيه عفواً ، فقال : بل نستديمها على أنّها صائرة إليك بعد أيام ، فما ظننت أنّه يأتي عليه جمعة حتى يردّها عليّ ، فتغافل والله فما ذكر لي بعد ذلك المجلس حرفاً حتى هلك ، ولقد مدّ في أمدها عاضاً عليّ نواجذه حتى حضره الموت ، وآيس منها فكان منه ما رآيتما . . . " ( 1 ) .


1 - أنظر : الشافي في الإمامة للشريف الرضي : 4 / 129 - 135 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 30 .

471

نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست