وقد تبرء بعض بني أُمية من سوء فعاله ، وأدانوا سيرته ، حتى أنّ ابنه معاوية قال عنه عندما هلك يزيد : " إنّ من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه ، وبئيس منقلبه ، وقد قتل عترة الرسول ، وأباح الخمر ، وخرّب الكعبة . . . " ( 1 ) . ومن كلام ابنه هذا يحكم بكفره لا محال ، لأنّه غيّر حكم الله وبدّل شريعة الإسلام بإباحته للخمر - وتحليل الخمر يعني الحكم بأنّها حلال ومباح - وفاعل ذلك كافرٌ شرعاً لا خلاف فيه ، وإذا قيل : أنّه ولد من مسلم ، يكون مرتدّاً مليّاً يجب قتله ! كما أكد عمر بن عبد العزيز إدانته لأفعال يزيد ، عندما ذكره رجل في بلاطه فقال : أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ، فقال : " تقول أمير المؤمنين ؟ ! فأمر به فضرب عشرين سوطاً " ( 2 ) . وقد ارتكب يزيد من الجرائم حتى خشي الناس غضب الله عليهم ! ، فعن عبد الله بن حنظلة - غسيل الملائكة - قال : " والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء ، إنّه رجل ينكح أُمهات الأولاد والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة " ( 3 ) . نقطة التحول والاستبصار : يقول إبراهيم وترى : " جعلني كلام قريبي آدم مذهولاً مندهشاً بعدما
1 - أنظر : الصواعق المحرقة لابن حجر : 2 / 641 . 2 - أنظر : شذرات الذهب للعكبري : 1 / 69 ، أخبار الدول للقرماني : 2 / 14 ، سير أعلام النبلاء للذهبي : 4 / 40 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 209 . 3 - أنظر : الصواعق المحرقة لابن حجر : 2 / 634 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 209 .