نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 229
الْعُلْيا ) ( 1 ) بيان لما سبق ، ولا يصحّ التفريق بين البيان والمبيّن . ودعوى من قال : أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يزل على سكينة من ربّه ، وإنزال السكينة هنا مختصّ بصاحبه مردوده ، لأنّ أصل الاستدلال غير صحيح ، فالنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تتجدّد له هذه السكينة ، بدليل نزولها عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مرّة أخرى يوم حنين ، كما قال تعالى : ( ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) ( 2 ) ، ومثلها قوله تعالى في سورة الفتح : ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) ( 3 ) . كما أنّ السكينة لو كانت مختصّة بأبي بكر ، فإنّ هذا يعني أنّه هو المؤيّد بجنود الله غير المرئيّة ، لأنّهما في سياق واحد ! والنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكرم على الله من أيّ مخلوق ، فلا يحوجه إلى نصر أحّد ، فهو تعالى ناصره ومؤيّده ، وقد بيّن سبحانه صور هذا النصر بنزول السكينة ، والتأييد بالجنود الخفيّة . فالآية في هذا الموضع تبيّن أنّ المخصوص بولاية الله عزّ وجلّ هو النبيّ الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا أحّد سواه ، ولو كان مشمولا بهذه العناية لشملته السكينة كما شملت غيره مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما ذكرنا ، وما ذكر من الفضائل بخصوص أبي بكر لا يعدّو كونه إدعاءٌ لا أكثر . تسمية أبي بكر بالصدّيق : يضيف الأخ خليل : " كنت أتساءل لماذا سُمي أبو بكر صدّيقاً ، فهل كان