نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 91
7 - حديث الغدير هذا الحديث ، الذي بلغ حد التواتر عند جميع المسلمين - كما سنرى - وحفظته أمهات المصادر ، قد لاقى من الكتمان ، أو شبهه ، ما لم يلقه شئ من أخبار الآحاد أو الضعاف ، حتى صار كالمجهول لدى الغالبية منا ، وأصبح ذكره يستوجب الكثير من التفصيل في إثباته ، ثم رد الأقاويل التي نسجت حوله ابتغاء تأويله ! ومهما يكن ، فليس بقادح في جمال الربيع صدود من لا يعشق الجمال . وبينما ترى بعضنا يقف خاشعا مذعنا أمام النص النبوي الشريف ، تجد آخر يسلك فنون التأويل ، ويحمل الألفاظ ما لا تطيق ، ليصرف النص عن مفاده ومغزاه . ونبدأ رحلتنا الطويلة مع هذا الحديث بما أثبته اليعقوبي في تاريخه ، تحت عنوان " حجة الوداع " [1] . وهو يروي خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أن يقول : ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا ترجعوا بعدي كفارا مضلين يملك بعضكم رقاب بعض ، إني قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا هل بلغت " ؟ قالوا : نعم ، قال : " اللهم اشهد " . ثم قال إنكم مسؤولون ، فليبلغ الشاهد منكم الغائب " .