نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 33
نحوهم وهم يحلقون في قبة السماء ! ! ثم أنت يا حلق الوعظ ، ويا خطب الجمع ويا بيوتات الدين ، أين أنت من هذا البحر اللا متناهي ؟ ! لقد صحبتك طويلا ، فليتني وجدتك اتخذت من أولئك الأبطال ، وتلك المشاهد أمثلة تحتذى في معاني اليقين والجهاد ، أو الإقدام والثبات ، أو التضحية والفداء ، أو النصرة والإباء ، أو الحب والعطاء أو غيرها مما يفيض به ميدان العطاء غير المتناهي ذاك ، كما عهدتك مع نظائرها ، وما هو أدنى منها بكثير ! وأين أنت أيتها الدنيا ؟ ! وعلى أي فلك تجري أيها التاريخ ؟ ! ألا تخشى أن يحاكمك الأحرار يوما ؟ عتاب لاذع ، وأسئلة لا تنتهي ، والناس منها على طرق شتى . . فهي تمر على أقوام فلا يكاد يوقظهم صداها ، ولا يفزعهم صخبها ! ! ورأيتها تمر على آخرين فتكاد تنتزع أفئدتهم ، من شدة ما لهم معها من هياج ونحيب ، وأدمع تجري فلا تريد أن تكف . . ويلتهبون على الجناة غيظا ونقمة وحنقا . . فتمتلئ صدورهم من هذا وذاك بكل معاني الموالاة والبراءة . . موالاة لله وأوليائه ، وبراءة من أعدائه . . ولم لا تنفطر الأكباد لفاجعة كهذه ! وبدلا من أن تهربي من ذكراها - أيتها الدنيا - في العام مرة ، أولى بك أن تقفي عندها كل يوم ألف مرة ، ولا تستكثري . أكثير أن يحيا الحسين السبط بيننا على الدوام ، وليس كثيرا أن يقتل بين يديك كل يوم ألف مرة ؟ !
33
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 33