نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 32
الزهراء الكعبي يرحمه الله ، في العاشر من محرم الحرام من سنة 1402 للهجرة . فأصغيت عنده أيما إصغاء لنداءات الإمام الحسين . . وترتعد جوارحي ، مع الدمعة والعبرة ، وشئ في دمي كأنه الثورة . . وهتاف في جوارحي . . لبيك ، يا سيدي يا بن رسول الله . . وتنطلق في ذهني أسئلة لا تكاد تنتهي ، وكأنه نور كان محجوبا ، فانبعث يشق الفضاء الرحيب دفعة واحدة . . انطلاقة يؤمها الحسين ، بقية المصطفى ، رأس الأمة ، وعلم الدين ؟ انطلاقة الإسلام كله تنبعث من جديد ، ورسول الله يقودها من جديد ، بشخص ريحانته ، وسبطه الحسين ؟ وهذه نداءات الإسلام يبثها أينما حل ، والجميع يعرفها ! ولا يعرف للإسلام معنى في سواها ؟ ومصارع أبناء الرسول ؟ ! ! وتيار الانحراف يجرف الحدود ، ويقتحم السدود ؟ ! وأشياء أخرى لا تنتهي . . . وتعود بي الأفكار إلى سنين خلت ، وأنا أدرج على سلم الدرس ، لم أشذ فيها عن معلمي ، فقلت : ليتني سمعت إذا ذاك ما يروي ضمأي . . ولكن ، ما هو ذنب معلمي ! إنه مثلي ، كان يسمع ما كنت أسمعه ، وليس إلا . . بل ليتها مناهجنا قد نالت شرف الوفاء لهذا العطاء الفريد . . ليتها مرت على فصول تلك الملاحم ، ولو مرور العابرين ! من غير تعظيم ، أو تمجيد ، أو ثناء . . فليس ثمة حاجة إلى شئ من هذا القبيل ، فقد تألق أولئك الأبطال فوق ذروة المديح والثناء ، فكأنني أنظر إلى منابر التبجيل والإطراء مهطعة تحدق
32
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 32