نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 302
أي غضب سيغضب له وقد عقدوا البيعة فيما بينهم وتركوه منشغلا بتجهيز جثمانه الطاهر ؟ ويوم أحاطوا بيته ، وهجموا عليه في داره ! فأخرجوه منها بالعنف ، وهو يقول : " أنا عبد الله ، وأخو رسوله " . وحين يهددونه بالقتل ، أو يبايع لهم ! فيقول : " إذن تقتلون عبد الله وأخا رسوله " . فيقولون : أما أخو رسول الله فلا ! وكم سيغضب لغضب بضعته فاطمة الزهراء البتول مرة بعد أخرى ، حتى ماتت وهي غضبى على رجال ! وفاطمة التي يغضب الله لغضبها ، ويتأذى رسول الله لأذاها ؟ كم سيغضب لتظاهر بعد تظاهر على أهل بيته ، وخاصته ، حتى قال علي عليه السلام يوم الشورى - وقد انتهت بالبيعة لعثمان بالخلافة - قال : " ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) [1] ؟ ولقد كان التظاهر عليه متتابعا . . فيوم السقيفة مشهور ، وقد تمت فيه البيعة - بغيابه - لأبي بكر ، فقام بعدها أبو بكر خطيبا في مسجد رسول الله ، معرفا بسيرته فقال قولا لو نسب لغيره لقيل إنه لا يصلح أن يقوم على شئ من أمور المسلمين ، إذ قال : " ألا وإن لي شيطانا يعتريني ، فإذا أتاني فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ! " [2] .
[1] الكامل في التاريخ 3 : 71 . [2] تاريخ الطبري 3 : 211 ، صفة الصفوة 1 : 261 ، تاريخ الخلفاء : 54 ، البداية والنهاية 6 : 307 ، الإمامة والسياسة : 16 ، ابن أبي الحديد 6 : 20 و 17 : 159 ، مجمع الزوائد 5 : 183 ، كنز العمال 5 : 590 / 14050 .
302
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 302