responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 301


وتقدم الحديث في غضبه صلى الله عليه وآله وسلم على من طعن في إمرة أسامة .
أفإن غضبنا لغضبه صلى الله عليه وآله وسلم هنا وحفظنا كرامة أسامة وأبيه ، سنكون قد أخطأنا حين لم نوافق من طعن عليهما من الصحابة ؟
فإن أخطأنا ، فكفانا أننا مع رسول الله ، وحاشاه أن يخالطه الخطأ .
وإن أصبنا هنا ، فما لنا لا نكون قد أصبنا حين نغضب لمن هو أعظم منزلة من زيد ، ومن أسامة ؟ !
أعني : عليا ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم السلام .
قال سعد بن أبي وقاص : كنت جالسا في المسجد أنا ورجلان معي فنلنا من علي ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت بالله من غضبه ، فقال : " ما لكم وما لي ؟ ! من آذى عليا فقد آذاني " [1] .
ثم ألم نقرأ في ( شكوى الأربعة ) و ( شكوى بريدة ) كيف غضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يشكون إليه عليا ، فرد عليهم - أرواحنا فداه - فقال : " ما تريدون من علي ؟ ! ما تريدون من علي ؟ ! إنه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي " ؟
ولئن كان أسامة قد تعرض لطعن في إمارته وقد ولاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة ، فأثار ذلك من غضبه صلى الله عليه وآله وسلم ما أخرجه مع شدة مرضه ، عاصبا رأسه ، يتهادى بين رجلين [2] ورجلاه تخطان في الأرض ، حتى قال مقالته الشهيرة تلك ، فأي غضب سيغضب إذن لما أصاب أخيه ، ووصيه ، ووزيره ، وخليفته الذي صرح بولايته ، فشهدوا له وهنؤوه ؟
.



[1] حياة الصحابة 2 : 484 ، البداية والنهاية 7 : 346 ، مجمع الزوائد 9 : 129 ووثق رجاله .
[2] هما : علي والفضل بن العباس ، انظر : البخاري 1 : 101 / 11 ، مسلم 1 : 311 / 90 - 92

301

نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست