نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 303
ومع هذا فقد تمت ، تلك البيعة التي وصفها عمر - في خطبته التي اتفق عليها أصحاب السير - بأنها كانت فلتة ! وذلك أنه سمع رجلا يقول : لو قد مات عمر لبايعت فلانا ، فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت ، فأعد لأجل ذلك خطبته التي ألقاها في مسجد رسول الله مقدمه من الحج ، فقال فيها : لا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ، وليس منكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر . من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا [1] . ثم جاء آخر أيام أبي بكر ، فماذا حصل ؟ كتب أبو بكر عهده بالخلافة من بعده لعمر ، من دون أدنى مشورة من المسلمين ! وجاء الصحابة ، وأبدوا سخطهم ، فقالوا : ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا ، وقد ترى غلظته [2] ؟ وتمت البيعة ! حتى كان آخر أيام عمر ، فأخذ يتصفح الناس ، من يستخلف منهم ! فقال : لو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته ، وقلت لربي إن سألني : سمعت نبيك يقول " إنه أمين هذه الأمة " .
[1] صحيح البخاري - كتاب الحدود - 8 : 302 / 25 والنص عنه ، مسند أحمد 1 : 56 ، الرياض النضرة 1 : 232 ، تاريخ الطبري 3 : 200 ، الكامل في التاريخ 2 : 326 ، سيرة ابن هشام 4 : 308 - 309 ، الملل والنحل للشهرستاني : الجزء الأول - الخلاف الخامس - 30 - 31 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 51 ، ابن أبي الحديد 2 : 23 ، وانظر النهاية لابن الأثير 3 : 175 ، 467 . [2] تاريخ الخلفاء : 62 - 63 ، تاريخ الطبري 4 : 54 ، الكامل في التاريخ 2 : 425 ، الإمامة والسياسة 1 : 19 ، السنن الكبرى للبيهقي 8 : 149 .
303
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 303