نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 277
وأمثال هذا كثير ، فلقد كان بين أن ملك معاوية فسن هذه " السنة " سنة ( 40 ) للهجرة ، وبين أن ولي عمر بن عبد العزيز سنة ( 99 ) فمنع منها ستين عاما ، فكيف لا تدين بها أمة ما زالت تتلقاها من أفواه أمرائها وخطبائها ستين عاما ؟ وكان ذلك واحدا من القرون الثلاثة التي ذكرت في الحديث ، أنها خير القرون . فما الذي أريد من تلك القرون ؟ أم أي يوم يعظمون ؟ أيوم قتل فيه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ، أخو رسول رب العالمين ، لينزو بنو أمية على منابر المسلمين ؟ أم يوم فتنة الجمل ، وعشرات الآلاف من القتلى ، كلهم من أهل تلك القرون ، بين صحابي وتابعي ؟ وليس بخفي ما يعقب القتل من ترميل النساء ، وإيتام الأطفال ، والشدائد والضياع . أم يوم فتنة الدار ، ومقتل الخليفة عثمان بن عفان ؟ أم يوم أغير على آل رسول الله بعيد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم ؟ أذلك القرن يريدون ، أم قرنا قتل فيه أبناء المصطفى و فيهم سبطه وريحانته ، سيد شباب أهل الجنة ، وسبيت بنات الزهراء : زينب ، و أم كلثوم ، ومن معهن من نساء أهل البيت ، وآل أبي طالب ، حتى لم يبق بيت له برسول الله صلة إلا وضجت فيه النوائح ، وسكنته الأحزان والآلام ؟ ! أم قرنا أبيحت فيه مدينة رسول الله المنورة في وقعة الحرة الشهيرة ، فقتل الأصحاب والتابعون ، ونهبت الأموال ، وبقرت بطون الحوامل ، وهتكت الأعراض حتى ولدت الأبكار لا يعرف من أولدهن ( 1 ) ؟ !
( 1 ) الإمامة والسياسة : 209 - 220 ، الكامل في التاريخ 4 : 111 - 119 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 250 ، العقد الفريد 5 : 128 ، الجوهر الثمين : 78 - 79 ، تعجيل المنفعة للعسقلاني : 453 - ترجمة يزيد بن معاوية - .
277
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 277