نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 275
ترى - إن كان الأمر كذلك - فمن أين أتى هذا الطعن على الصحابة ؟ ومن الذي وضع أسه ، وأشاد بنيانه ؟ أنحن ، أهل هذه الأجيال المتأخرة كنا وراء كل ذلك ، أم سبقنا إليه قوم آخرون ؟ بحثت بجد فلم أجد حادثة في هذا الباب - بعد غياب النبي صلى الله عليه وآله وسلم - سبقت ما كان من عمر بن الخطاب في سعد بن عبادة يوم السقيفة : اقتلوا سعدا ، قتل الله سعدا . فكانت هذه هي أول سبة عرفها المسلمون فيما بينهم ، وجثمان النبي الطاهر لم يودع بعد ! والذي تلقاها هو أحد النقباء ، ومن أصحاب الشجرة ، وممن شهد المواضع كلها ، أو جلها . ثم أعقب هذا بقليل إحاطة بيت علي وفاطمة عليهما السلام ، وانتهاكه ، وما صحب ذلك من تفاصيل تعدى ذكر أهمها . ثم ما وقع من عمرو بن العاص ، وجماعة من مسلمة الفتح بحق الأنصار من نيل ، وطعن ، وانتقاص كاد يثير فتنة كبيرة لولا أن دفع الله ذلك على لسان علي بن أبي طالب ، والقثم بن العباس ، وخالد بن سعيد بن العاص [1] . ثم جاءت ( الدرة ) التي لم ينج منها إلا من رحم ربي . الدرة التي كانت تقع على رؤوس المهاجرين ، والأنصار ، والبدريين ، وأصحاب الشجرة ، فلا تتردد في النيل من كرامة أحدهم ، أو أذاه ! وأحداث أخرى تعاقبت ، سنمر على بعضها بالإشارة دون التفصيل . وربما تعدى على أكثرها شهرة وصدى مقالة أم المؤمنين عائشة في الخليفة
[1] ابن أبي الحديد 6 : 17 - 45 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 128 .
275
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 275