نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 274
اعرف الحق تعرف أهله ، واعرف الباطل تعرف من أتاه " [1] . فلنا إذن أن نفتش عن كلمة الحق ، فنأخذها ، وعن الخطوة الحق ، فنقفوا أثرها ، وندع ما سوى ذلك لأهله ، ولكل إلى ربه معاد . وقد لا يكون دقيقا قولنا : إن التعرض لأصحاب النبي هو من خلاف التقوى إذ إن الأمر هو من خلاف الدين ، أما التقوى فمرحلة متقدمة من مراحل الإيمان ، ذلك إن كان تعرضا لأجل التعرض ليس إلا ، أو لملء الفراغ بما ليس منه جدوى ، أو ركوبا على مطية الهوى . أما حين يكون بحثا عن الهدى ، ولأجل أن نعرف من هم أولياء الله حقا ومن الذي انتحل هذا اللقب ، أو منحه من غير ما استحقاق ، فنوالي الصالحين ونجافي المعاندين ، فعندئذ يكون بحثنا من صلب الدين ، ومن مخ العبادة . وليس في هذا فرصة للخلاف ، وإلا فبأي معنى سيكون من أولياء الله ونحن لا نعرف من هم أولياؤه حقا ، فنواليهم ، ولا ندري من هم أعداؤه ، فنعاديهم ؟ ولعله استدل بحديث كثير على وجوب تجنب ما من شأنه المساس بأي ممن أدرك النبي ، وأسلم على عهده ، فصح أن يسمى ( صحابيا ) . ومن ذلك : حديث : " احفظوني في أصحابي " . وحديث : " لا تسبوا أصحابي " . وحديث : " أصحابي كالنجوم ، بأيهم اقتديتم اهتديتم " . وحديث : " خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " وأمثال هذا .