نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 26
ومواقفهم وحتى تلك التي أدت إلى إثارة الحروب ، وسفك الدماء ، لأن كل أطرافها كانوا على الحق ! ألا يعني هذا أن من حقنا اليوم ، وفي كل عصر ، أن نجدد تلك النزاعات ، وأن يقتل بعضنا بعضا ، ولا بأس علينا ، لأن كل طرف منا قد تمسك بما نقل إليه عن بعض رجال السلف ؟ وفي أحسن الأحوال ، فإننا سنبقي على تلك الخلافات ، وعلى جذورها حية فينا ما حيينا ، وليس هذا مجرد فرض نفترضه ، أو دعوى ندعيها ، بل هو الواقع الحاصل في هذه الأمة . فهل تمدد الخلاف فينا ، وتوالت الانقسامات ، إلا بسبب التمسك بتلك الفكرة التي جعلت من نقاط الخلاف القديم محاور لتجمعنا ، وعناوين لانقساماتنا ؟ وما زال الكثير منا يدافع عن ذلك المبدأ ، معتقدا بأن الدفاع عن الجميع هو السبيل الوحيد لتحقيق التقارب بين المسلمين ! وإنه لأمر غريب حقا ، فمتى كان التمسك بأسباب الانشقاق هو الشرط الذي يضمن تحقيق الانسجام ؟ ! ولنتذكر ثانية أن هذا هو واحد من إيحاءات ( الخوف من الهزيمة ) الذي نعاني منه ، وإلا أفلا يكون من دواعي الاستغراب أن تضيق صدورنا عن تتبع النص الإسلامي الشرعي ، والتمسك به ؟ ! ذلك ونحن نعتقد جميعا إن مسؤوليتنا تتلخص في حفظ هذا الدين الحنيف كما أراده الله ورسوله ، بالتزام الموقف الحق الثابت الذي لا غبار عليه ، وحمايته سواء وافق ميول الأشخاص ، أو خالفها ! هكذا يتبين إذن أنه لا يجوز استغلال شعار " الوحدة الإسلامية " للتخلي عن مسؤوليتنا الشرعية في التفكير الحر ، وانتخاب الموقف عن وعي وبصيرة .
26
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 26