نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 24
يتحدث مع فرقة ضالة قد مرقت من الدين . وثانيا : ألا يذوب كليا في المجتمع الجديد بكل ما فيه ، حتى التقاليد الموروثة التي لم يكن مصدرها الإسلام ، وحتى العقد النفسية المتراكمة فيهم تجاه كل من يخالفهم بشئ . إن منهجا كهذا لو التزمه الواعون منا ، لوصلنا إلى أفضل مما نحن عليه الآن بكثير . وحتى لو لم نصل جميعا إلى نتيجة واحدة ، وحتى لو عاد كل واحد منا فانتخب مذهبه الذي نشأ عليه من جديد ، فلن يؤدي ذلك إلى خلاف جديد بيننا بالمرة ، بل على العكس تماما ، سيؤدي إلى احترام كل منا للآخر ، لأنه سيعرف عنه الكثير مما كان مخفيا عليه ، أو كان مشوها في ذهنه ، نتيجة ما ورثه في ذلك الواقع الممزق المخيف . هذا عن أصل المشكل المثار ، وأما عن مضمونه الذي مفاده : ( أن مجرد البحث أو التفكير في مثل هذا الموضوع ، هو بمثابة نواة للفرقة والتمزق وإثارة الخلافات المذهبية من جديد ) فجوابه : إن قضية الوحدة بين المسلمين هي مسؤولية شرعية لا يمكن التعامي عنها وإغفالها ، فقد أمر القرآن الكريم بحفظها أمرا صريحا ، فقال : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) [1] . وحذر من تضييعها ، وتوعد على ذلك بأشد الوعيد ، فقال : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) [2] .