نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 23
الإثارة وعلى أية أرضية تقوم ؟ هل انبثقت من موقف علمي ورؤية موضوعية ، أم أنها نشأت عن غير ذلك ؟ وبتعبير آخر ، هل هي رؤية تصمد أمام قوله تعالى : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) [1] . أم هي واقعة تحت ظلال قوله تعالى : ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ) [2] ؟ فهذا هو ميزان السماء لكل دعوى . إن شيئا من ردود الفعل هذه ، ما هو إلا جزء من إفرازات تلك العقد النفسية المتجذرة فينا ، وإلا فمن أين جاء زعمنا : أن الفرد المسلم الذي انطلق من وعيه بمسؤوليته الشرعية ، ملتزما قواعد البحث العلمي ، والدراسة الموضوعية المجردة ، متسلحا بالشجاعة الكافية في اتباع الحق الذي يستقر عليه ، ثم انتهى إلى اختيار آخر ، خالف فيه أصحابه ، أنه سيكون بالضرورة قد ناصبهم العداء ، أو حكم عليهم بالضلال والجحيم ؟ أليس العكس هو الصحيح ، ما دمنا نقر جميعا بأن هذا المنهج هو مسؤولية شرعية في أعناق الجميع دون استثناء ؟ نعم لنا أن نقول : إن مثل هذا الفرد لكي يكون متوازنا في ، مواقفه ، ملتزما علميته ، عليه : أولا : ألا يكون منفعلا بتأثير نشوة الاكتشاف الجديد ، فيندفع متحمسا تجاه المذاهب الأخرى ، ليشن عليها حملاته بمناسبة أو بلا مناسبة ، وكأنه