نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 22
ما الذي يحملني على الإعتقاد - إلى حد التسليم - بأن مذهبي الذي ورثته عن آبائي ومجتمعي الصغير هو الحق الأوحد والأمثل ، وأنه الصورة الأكثر كمالا للدين الإسلامي الحنيف ، بحيث لا يشاركه مذهب آخر في حظه هذا من الكمال ؟ ما الذي حملني على هذا الإعتقاد ، أهو القرآن الكريم ؟ أم السنة المطهرة أم العقل السليم ؟ أم هي العصبية التي لا تستند إلى شئ ؟ ! ولماذا لا يمكنني أن أعتقد بأن المذاهب الأخرى هي مثل مذهبي على الأقل ؟ ومن يدري ! فلعلها تكون جميعا أكثر سلامة وكمالا مما تعلمته أنا ! وما العجب من هذا الافتراض ، أليس هكذا يعتقد أبناء المذاهب الأخرى ؟ إذن ، ما الذي يمنعني من أن أكون أبعد نظرا ، لأتقبل فكرة : أن المذاهب الأخرى هي أيضا تحتمل الصحة ، على الأقل ؟ ثم ، ألست مسؤولا غدا عن سبب اعتقادي ، وتبعيتي الدينية ؟ وهذا هو السؤال الخطير الذي يجب أن أقف عنده موقف الجد . . سيبرز هنا سؤال آخر ، وهو : ألا تقودني هذه الفكرة إلى الطائفية مرة أخرى ؟ أعني أنني عندما أدخل طريق الدرس والمتابعة ، فإن دراستي ستقودني حتما إلى قناعة ما ، وعلى أساس هذه القناعة سوف أنتخب المذهب عن وعي وإدراك هذه المرة ، كما تقتضي المسؤولية الشرعية ، وأصول الدراسة العلمية ، أفلا يفهم من هذا أنني سوف أطعن بالمذاهب الأخرى ، وسوف أصرح بالفعل وإن لم أصرح بالقول ، بأن المذهب الذي انتخبته هو الأكثر كمالا ودقة وعمقا ؟ نعم ، قد تكون هذه الطريقة مصدرا للإثارة ، ولكن إلى أي شئ تعود تلك
22
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 22