responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 20


أن يستشهد بمثال ، أو يأتي بمصاديق على دعواه ، مال على الجانب الآخر ، مسجلا نماذج من حملات بعض رجالهم ضد المذهب الذي ينتمي إليه هو ، فكأنه يريد أن يقول : إن أولئك هم أساس هذه النزاعات ، وهم الذين يؤججون نار الفتنة بين المسلمين ، ولم يكن أصحابه هو إلا مدافعين عن مذهبهم المستهدف !
وهكذا يمارس دوره من جديد في إثارة النزاع بما يثيره من ردود فعل سلبية لدى الأطراف الأخرى ، فيضيف حلقة أخرى إلى مسلسل النزاعات !
بينما كان الأجدر به - حين يلجأ إلى مثل هذا الاستشهاد - أن ينتخب نموذجا من حملات أصحابه هو ضد المذاهب الأخرى ، فيردها ، ويبعدها عن ساحة القبول ، وبهذا يكون قد أعطى نموذجا صادقا ورائعا في هذا المضمار ، وقدم مثالا لروحية عالية تترفع على الأهواء والعصبيات ، وتميل بصدق لتحقيق التآلف بين أبناء هذه الأمة الواحدة .
ذلك بحق إنسان في القمة ، وما أحوجنا إليه في كل مكان وزمان .
إن تلك الروحية العالية وحدها هي التي تحقق أثرا إيجابيا يرجى أن يؤتي ثماره على طريق التقارب والتفاهم والحوار العقلاني الواعي ، الذي سيزيدنا قوة ويوفر بيننا مستوى من الانسجام والاتحاد لا يقل عن درجة الاحساس الصادق بالارتباط المصيري ، والاتحاد العقيدي . وسيعيننا هذا الفهم ، بل سيدفعنا إلى التعرف على بعضنا من جديد ، بروح أخوية نزيهة ، ويزودنا برغبة صادقة في البحث عن الحقائق الناصعة المبرأة من كل ما تراكم من غبار زمن طويل ، ملئ بالنزاعات والتخاصم ، وتبادل التهم والشتائم و . . .
وبمثل هذه الصيغة يمكننا أن نتوصل إلى جذور تلك الحواجز النفسية ، وخلفيات هذا التشنج ، وتلك العصبيات المقيتة .
فلقد بلغت بنا تلك العصبيات حدا بالغ الخطورة ، حتى صار تعصبنا لأي شئ ألفناه هو أشد ألف مرة من استعدادنا للتمسك بالحكم الشرعي الثابت .

20

نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست