نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 18
( الخوف من الهزيمة ) أمام الطرف المقابل ، تراودنا جميعا ، وهذه حقيقة لا يمكن لنا أن نوافق الصواب إن تنكرنا لها . وقد تتجلى هذه الظاهرة في الملاحظات التالية : - أفلا ترون أننا لو صدمتنا الحقيقة بشئ يخالف ما ألفناه واعتقدناه ، لظهرت ردود الفعل فينا - فورا - على هيئة غضب وثورة ، ثم أحكام تلقى جزافا ، وربما أعقبتها سخرية ، ثم يسدل الستار على الموضوع ، حتى لو عاد يواجهنا ثانية لما أحدث فينا أثرا يذكر ، ولأصبح كأية مسألة لا تستحق العناية ، أو الالتفات ! وبهذه الطريقة يدفعنا اللا شعور للتسلح بالمناعة الكافية ضد أي مفهوم يخالف المألوف ، ولو كان أكثر منه ثباتا ، وأقوى حجة . وهذه ظاهرة عامة في بني الإنسان ، إلا من تحرر منها بالوعي والمعرفة ، وتلك شجاعة ما أعزها ! - وترانا أيضا ، حين نواجه الأمر معكوسا نقف منه الموقف المناسب ! فلو عرض علينا مذهبنا مفهوما أو اعتقادا لا يستقيم مع الفطرة السليمة ، والعقل المستقيم ، والبيان الشرعي ، فإن رد الفعل هذه المرة سيأتي على هيئة تنازل تلقائي عما نرتضيه حقيقة ، لنخضع - بأي مستوى من مستويات الخضوع - لمعان تأباها عقولنا ، وتنفر منها فطرتنا ، ولكننا ورثناها ! ولو خشينا من أن هذه المعاني الجديدة قد تستولي علينا ، فإننا نلجأ - من حيث ندري ، أو لا ندري - إلى غض النظر عنها ، مؤثرين السكوت ، والوقوف عند أي مستوى يمكننا أن نخضع له ، مستبعدين إمكان المناقشة والحوار فما الذي يدفعنا إلى كل هذا ؟ إنه ( الخوف من الهزيمة ) ! ذلك الشبح الذي يراود كل من يواجه مثل هذا الموضوع ، حيث يرغب ،
18
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 18