نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 154
ومن تخلف عن ذلك ، غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان . ومر في خبر : أن من حفظ حرمة الإسلام ، وحرمته صلى الله عليه وآله وسلم ، وحرمة رحمه ، حفظ الله دينه ودنياه ، ومن لا ، لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته . وورد : " يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين السبابتين " . ويشهد له خبر " المرء مع من أحب " . وبباب حطة - أي وجه التشبيه به - أن الله تعالى جعل دخول ذلك الباب - الذي هو باب أريحاء أو بيت المقدس - مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة . وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا لها . وقال تعالى : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) . وقال ثابت البناني : اهتدى إلى ولاية أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم انتهى [1] . وإنما أراد سيد الفصحاء صلى الله عليه وآله وسلم من هذا التشبيه أن يرسم صورة حية عن حقيقة الدنيا ، ورحلة الإنسان فيها إلى الآخرة ، فمثل لها بذلك الطوفان المخيف الذي ثبتت له في أذهان المسلمين صورة مرعبة ، وهم يقرأونه في القرآن الكريم مشهدا حيا . ذلك الطوفان الذي أتى على كل شئ ، فلم ينج منه إلا تلك السفينة ومن فيها : ( وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم * وهي تجري بهم في موج كالجبال ) [2] . وذلك هو مثل أهل البيت في خضم الأحداث ، وازدحام الفتن ، واختلاف