نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 139
وإن حصل ذلك ، فأين أهل العلم بالقرآن ، ونزوله ، وناسخه ، ومنسوخه ، ومحكمه ، ومتشابهه ، ومكيه ، ومدنيه ؟ نعم إن هناك رواية واحدة تقول : إنها كانت غزوة ذات الرقاع . ولا تخلو هذه أيضا مما يثير الاستغراب ، إذ يتسلل المشرك مجردا من السلاح إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يأمل بكل ثقة أن يأخذ منه سيفه بمجرد أن يقول له : أعطني سيفك أشيمه ! فهل كان الرجل مجنونا ؟ لم تشر الرواية إلى شئ من ذلك ! ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أذكى من ذلك وأكثر حذرا . دع عنك كل هذا ، ولنقل بأنها هي غزوة الرقاع ، وإنما اختلفت الروايات في تفصيل الحادثة ، وهذا جائز ، فتعال معي إذن أخبرك بغزوة الرقاع متى وقعت . وقعت هذه الغزوة في السنة الرابعة من الهجرة المباركة على مهاجرها المختار ، وآله الأطهار أفضل صلاة وأتم سلام . وبالتحديد الدقيق ، وقعت غزوة الرقاع في الشهر السابع والأربعين من الهجرة المباركة [1] . أي إنه كان يفصلها عن وفاته صلى الله عليه وآله وسلم قرابة سبع سنين ، فهل يتفق هذا مع قول ابن كثير في هذه الآية : بل هي من آخر ما نزل ؟ علما أن قوله الأخير هذا هو الموافق لما هو مشهور جدا بين المسلمين من كون سورة المائدة هي آخر ما نزل من القرآن ، ما خلا سورة النصر ، وآية أو آيتين ، سيأتي ذكرها إن شاء الله . وبغض النظر عن هذا فهي لا تصمد أمام الأسئلة المتقدمة ، وقد مرت روايات تنقضها أيضا .