نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 137
للنبي عليه السلام كيلا يخاف ، ولا يحذر ، كما روي في الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل المدينة ، قال اليهود : يا محمد ، إنا ذوو عدد وبأس ، فإن لم ترجع قتلناك ، وإن رجعت ذودناك [1] ، وأكرمناك . فكان عليه السلام يحرسه مائة من المهاجرين والأنصار ، يبيتون عنده ، ويخرجون معه ، خوفا من اليهود . فلما نزل قوله تعالى : ( والله يعصمك من الناس ) علم أن الله يحفظه من كيد اليهود وغيرهم ، فقال للمهاجرين والأنصار : " انصرفوا إلى رحالكم ، فإن الله قد عصمني من اليهود " . والآن ، نرجو أن نجد - من بين كل ما تقدم - جوابا لكل واحد من هذه الأسئلة : 1 - الرواية الأخيرة تشير إلى بداية العهد المدني ، وبهذا تتفق مع ما روي عن أم المؤمنين عائشة ، ولكن الذي جاء عنها ، وفي كل الروايات التي أسندت إليها ، أنه كان يحرسه رجل واحد ، ورد في بعضها أنه سعد بن أبي وقاص ، وفي بعضها غيره ، أما روايتنا الأخيرة ففيها مائة من المهاجرين والأنصار ، يبيتون عنده ، ويخرجون معه ! فأيها نختار ؟ نعم ربما وجدنا مخرجا لهذا فنقول : إنه كان يحرسه مائة بادئ الأمر ، فلما تزوج من السيدة عائشة استغنى عن تسع وتسعين منهم ، واكتفى بحارس واحد ! ولكن حتى هذا لا تقبله الرواية الأخيرة ، فهي تشير إلى بقائهم على حالهم من الحراسة حتى نزول الآية ، بدليل قوله في آخرها : فلما نزلت الآية ، قال للمهاجرين والأنصار : " انصرفوا إلى رحالكم " فهو حديث مع جماعة ، وهم في حالة الحراسة ، وإلا لماذا قال : " انصرفوا إلى رحالكم " ؟
[1] ذاده وأذاده : أعانه على الذياد - وهو الدفع والطرد . لسان العرب - ذود - 3 : 167 .
137
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 137