نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 118
في أمر حساس وخطير كهذا - فينتخب أقرب الألفاظ إلى المعنى الذي يريده وتفهمه العرب . ومع هذا فقد زاده ظهورا هنا عندما صدره بقوله : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " . 2 - قول الشيخ : على ما في بعض الروايات أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فلو كان المراد أولوية التصرف والخلافة لقال . . . فقد اعتمد إذن فيما ذهب إليه على تلك الفقرة الموجودة في بعض الروايات على حد تعبيره ، وكما صرح الذهبي بقوله : أما صدر الحديث فمتواتر أتيقن أن رسول الله قد قاله ، وأما " اللهم وال من والاه . . . " فزيادة قوية الإسناد . فكيف بالروايات الأخرى التي لم تتضمن هذه الزيادة ، فهل سيوافق الشيخ الآلوسي على دلالتها على الأولوية في التصرف والخلافة ؟ 3 - ويمكن أن يقال إن هذه الزيادة لا تستلزم أن تكون قرينة على ما ذكر هو ، لأن الحب والبغض هما أساسان للإطاعة والعصيان ، فمن أطاعه فقد أحبه ، ولا يعصيه إلا من أبغضه ، فيكون دعاؤه صلى الله عليه وآله وسلم بتأييد الله تعالى لمن امتلك مقدمة الطاعة وأساسها ، وبالعداء لمن جمع في صدره أساس العداء ، وهو البغض . وفي هذا من البلاغة ما لا يخفى على الآلوسي الأديب ! 4 - ولعل من أعجب ما في كلامه تلك العبارة التي انتخبها - بعد الجهد - لتكون بديلا عن هذا النص النبوي المحكم الشريف ، فقال : فيكون حاصل المعنى : يا معشر المؤمنين ، إنكم تحبونني أكثر من أنفسكم ، فمن يحبني يحب عليا . . !
118
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 118