نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 117
باللفظ الواقع في صدر الخبر ، على إحدى الروايات ، وهي قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ونحن نقول : المراد من هذا أيضا الأولى بالمحبة ، يعني : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم بالمحبة ؟ بل قد يقال : الأولى هنا مشتق من الولاية بمعنى المحبة ، والمعنى : ألست أحب إلى المؤمنين من أنفسهم ؟ ليحصل تلاؤم أجزاء الكلام ، ويحسن الانتظام ، ويكون حاصل المعنى هكذا : يا معشر المؤمنين ، إنكم تحبونني أكثر من أنفسكم ، فمن يحبني يحب عليا ، اللهم أحب من أحبه ، وعاد من عاداه . انتهى . - ومع يقيننا بأن كل ذي حصافة ونظر قد شخصت بعينيه مواضع الضعف والاضطراب في هذا الكلام ، سنورد في الجواب عليه ما يلي : 1 - إن التكلف والإعياء الظاهرين في الفقرة الأخيرة يكفيانا عناء التفصيل في الرد على إشكالاته حول كلمة ( ولي ) بأكثر مما قدمناه ، فهو - كما لا يخفى ظاهر في إرادته قلب المعنى ، فتراه يشتق " أولى " من " مولى " ويقول : بهذا يحصل تلاؤم أجزاء الكلام ، ويحسن الانتظام ! فهو عندما أراد أن يصوغ المعنى بما يطابق مذهبه اشتق " الأولى " من " مولى " على عكس ترتيبهما في النص ، ولكنه لم يفكر في اشتقاق " مولى " من " أولى " ليستقيم المعنى كما أراده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! حيث قدم في النص الشريف كلمة " أولى " ثم عطف بكلمة " مولى " ليتضح أن المراد هو أن تكون الأولى دليلا على الثانية ، وأن تشتق الثانية من الأولى وتأتي على ما يوافقها من معنى ، وعندها فقط يستقيم المعنى وينتظم الكلام ، وينسجم مع القرائن العديدة التي تقدم ذكرها ، ومع المعنى الظاهر الذي يتبادر إلى الأذهان لكل من يقرأ هذا النص الشريف ويعلم أنه من كلام سيد الفصحاء الذي يجنب أمته أبدا الوقوع في المتشابه من الكلام - وخصوصا
117
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 117