نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 116
إحداهما : ما رويناه عن محمد بن إسحاق في شكوى الذين كانوا مع الأمير كرم الله وجهه في اليمن ، كبريدة الأسلمي ، وخالد بن الوليد ، وغيرهما ، ولم يمنع صلى الله عليه وآله وسلم الشاكين بخصوصهم ، مبالغة في طلب موالاته ، وتلطفا في الدعوة إليها ، كما هو الغالب في شأنه صلى الله عليه وآله وسلم في مثل ذلك . وللتلطف المذكور افتتح الخطبة بقوله : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " . وثانيهما : قوله صلى الله عليه وآله وسلم على ما في بعض الروايات : " اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " . فإنه لو كان المراد من المولى المتصرف في الأمور ، أو الأولى بالتصرف ، لقال صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم وال من كان في تصرفه ، وعاد من لم يكن كذلك ، فحيث ذكر النبي المحبة والعداوة فقد نبه على أن المراد إيجاب محبته كرم الله وجهه ، والتحذير من عداوته وبغضه ، لا التصرف وعدمه . ولو كان المراد الخلافة لصرح صلى الله عليه وسلم بها ، ويدل على ذلك ما رواه أبو نعيم عن الحسن المثنى بن الحسن السبط ( رض ) أنهم سألوه عن هذا الخبر : هل هو نص على خلافة الأمير كرم الله وجهه ؟ فقال : لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد خلافته ، لقال : أيها الناس ، هذا ولي أمري ، والقائم عليكم بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا . قال : وأيضا ربما يستدل على أن المراد بالولاية المحبة ، بأنه لم يقع التقييد بلفظ ( بعدي ) والظاهر حينئذ اجتماع الولايتين في زمان واحد ، ولا يتصور الاجتماع على تقدير أن يكون المراد أولوية التصرف ، بخلاف ما إذا كان المراد المحبة . وقال : وتمسك [ آخرون ] في إثبات أن المراد بالمولى الأولى بالتصرف ،
116
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 116