نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 101
- ثم قام ذلك المقام المشهود ، أمام مائة ألف أو يزيدون ! ألا يدل ذلك ، بل بعض منه ، على أنه صلى الله عليه وآله وسلم أراد لهذا الأمر أن ينال الحظ الأوفر من اهتمام الناس ، والثبات في الأذهان ، والانتشار في الأقطار والأمصار ، إلى درجة تبلغ فيها الحجة كل المسلمين ، وفي كافة أقطارهم ؟ بلى ، إنها كانت بيعة على الأشهاد ، تولى إبلاغها خير الخلق وسيد العباد ، ثم لم يصرفهم من تجمعهم الكبير ، ولا اختتم كلامه حتى أشهد الله عليهم ، وأشهدهم على أنفسهم ، وفرض عليهم تبليغها في بلدانهم بشكل لم يفرضه على أمر آخر ، أو خطبة أخرى ، فكرر القول : " ألا هل بلغت " ، اللهم اشهد " . و " إنكم مسؤولون ، فليبلغ الشاهد منكم الغائب " . وبعد هذا البيان ، نعود إلى كلامه الذي اقتطعناه عند قوله : ( ونحن نورد عيون ما روي في ذلك ، مع إعلامنا أنه لاحظ للشيعة ولا متمسك لهم ولا دليل ، لما سنبينه وننبه عليه ، فنقول ، وبالله المستعان : قال محمد بن إسحاق . . . ) . ثم بدأ بسرد روايات خطبة الغدير ، حتى أتى على إحدى وأربعين رواية - بالتفصيل الذي وصفناه - وجعل آخرها رد الحافظ الذهبي على رواية أبي هريرة ، ثم وصلها مباشرة بما أراده أن يكون دليلا على عدم صحة الاستدلال بهذه الروايات على خلافة علي بن أبي طالب ، ولأجل المزيد من الاطمئنان من عدم قطعنا كلامه ، نعود إلى حيث انتهينا عنده من رد الحافظ الذهبي ، لنأتي بالحديث إلى آخره : قال - الحافظ الذهبي - وصدر الحديث متواتر ، أتيقن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاله ، وأما " اللهم وال من والاه " فزيادة قوية الإسناد ، وأما
101
نام کتاب : منهج في الإنتماء المذهبي نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 101