نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 93
كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون ) [1] . إن المس المذكور في الآية الكريمة أوسع من أن يقال لا بد أن يكون من يمسه على طهارة من الخبث أو الحدث . فلو اقتصر التعريف على هذا . لاحتج به علينا الكفار والمشركين . الذين يشترون المصاحف في كل مكان لأسباب عديدة . بل إن المصاحف تطبع في العديد من البلاد غير الإسلامية وتتناقلها الأيدي من هنا وهناك . كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في زمن من الأزمنة سيقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ومنافق وفاجر [2] فالمنافق كافر به . والفاجر يتأكل منه . والمؤمن يؤمن به [3] ، نعم الطهارة مطلوبة ولكن المس الأوسع هو مس العقول له لنيل الفهم والعلم . وفي معنى ( لا يمسه إلا المطهرون ) قال أبو العالية : ليس أنتم . أنتم أصحاب الذنوب [4] والمطهرون هم الذين طهر الله تعالى نفوسهم من أرجاس المعاصي وقاذورات الذنوب . أو مما هو أعظم من ذلك وأدق . وهو تطهير قلوبهم من التعلق بغيره تعالى ، وقال في الميزان : وهذا المعنى من التطهير هو المناسب للمس الذي هو العلم دون الطهارة من الخبث أو الحدث . فالمطهرون هم الذين أكرمهم الله تعالى بتطهير نفوسهم كالملائكة الكرام والذين طهرهم الله من البشر . قال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) [5] ولا وجه لتخصيص المطهرين بالملائكة كما ذكر بعض المفسرين لكونه تقييدا من غير مقيد [6] . والله جل شأنه ذكر أصنافا من عباده . وخص كل صنف بنوع من العلم والمعرفة . لا توجد في الصنف الآخر . كالموقنين ، وخص بهم مشاهدة ملكوت
[1] سورة الواقعة : الآية 77 - 79 . [2] رواه أحمد ، وقال الهيثمي رجاله ثقات مجمع الزوائد 231 \ 6 ) ورواه الحاكم وأقره الذهبي ( المستدرك 507 \ 4 ) وابن حبان والبيهقي ( كنزل العمال 195 \ 11 ) . [3] رواه الحاكم وأقره الذهبي ( المستدرك 507 \ 4 ) . [4] تفسير ابن كثير 298 \ 4 . [5] سورة الأحزاب : الآية 33 . [6] الميزان 137 \ 19 .
93
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 93