نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 92
وداخل هذه المؤسسات اثني عشر رجلا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط . وشهد حذيفة وعمار رضي الله عنهما . . . أنهم حزب الله ورسوله في الحياة الدنيا . ومعنى في الحياة الدنيا يفيد أن لكل منهم ثقافة لا تصيب الذين ظلموا خاصة . بل تتعداهم إلى غيرهم إذا تعاموا عن فحص المقدمات . فإذا كانت الأمة أولى بالاختيار فما هي الضمانات التي لا تجعل واحد من هؤلاء أو من غيرهم من أي دائرة كان أن ينفذ لإحداث الفتنة والتأويل . ثم ما هي الضمانات التي تضمن عدم بغي الأمة واختلافها وافتراقها عن كتاب الله - إن دائرة الرجس لا بد أن يقابلها دائرة طهر . بهذا تقضي الفطرة ويقضي العقل . لقد حاصر كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وآله برنامج الشيطان وبرامج المشركين والمنحرفين من أهل الكتاب . وكما حاصر هؤلاء حاصر دائرة الرجس . 2 - دائرة الطهر : إن المعارف الحقة والعلوم المفيدة التي تحقق سعادة الدنيا والآخرة . لا تكون في متناول الإنسان إلا إذا صلحت أخلاقه . وعن أصول الأخلاق : العفة والشجاعة والحكمة والعدالة . ولكل واحدة فروع ناشئة منها وراجعة بحسب التحليل إليها . والأخلاق على امتداد المسيرة الإنسانية . لا يمكن بحال أن تسير بمفردها . بل لا بد من عامل يحرسها ويحفظ دوامها وثباتها . وأن يكون هذا العامل مرتبطا ارتباطا وثيقا بالقرآن الكريم . بمعنى أن العامل إذا دار لا يدور إلا مع القرآن . ويظل في حركته وسكونه مع القرآن حتى يوم القيامة . وعندما يقف القرآن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الحوض يكون هذا العامل مع القرآن على الحوض . فالنفس واحدة والحركة واحدة من الابتداء إلى الانتهاء . إن حركة مثل هذه نطلق عليها هنا [ دائرة الطهر ] . ولكي نبحث عن هذه الدائرة وعن أصحابها يجب أن تكون البداية من القرآن الكريم ومن الحديث الشريف الصحيح الذي يفسر الآية ويرشد على العامل الذي نبحث عنه . ولتكن البداية من قوله تعالى : ( إنه لقرآن كريم * في
92
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 92