نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 90
بنفسه . فكتاب الدعوة لا يمسه أي عقل . فبما أنه كتاب الله . فلا بد أن يختار الله العقل الذي يمسه لينال منه العلم النافع . فالقرآن الكريم حجة الله على خلقه . وهو يحتوي على برنامج الفطرة والثواب والعقاب في الدنيا والآخرة . فيه بيان لكل شئ . وجميع الحقائق الموجودة فيه تستند إلى التوحيد . وبما أنه لا يأتيه الباطل ولا يجد إليه طريقا . وبما أنه لا بد أن ينتهي إليه كل رأي ديني . فلا بد أن يكون له عالما يسوق الناس به إلى ربهم . فهو سبحانه مصدر جميع السلطان . وإليه تنتهي جميع القرارات . وهو مصدر الخلق والتكوين وواهب الحياة ومقوماتها . فكما أن له سبحانه الخلق ولا بداع . كذلك له الأمر والنهي . وعالم الزيغ هو نفسه عالم الرأي . أو ابنا شرعيا للذين اختاروا أن يكون الكشاف الذي يكشفون به الطريق من صنعهم وبأيديهم . وأنت إذا تتبعت البدع والأهواء والمذاهب الفاسدة . التي انحرف فيها الفرق الإسلامية ، عن الحق القويم بعد زمن النبي صلى الله عليه وآله . سواء كان في المعارف أو في الأحكام . وجدت أكثر مواردها من اتباع المتشابه والتأويل في الآيات . بما لا يرتضيه الله سبحانه . ففرقة تتمسك من القرآن بآيات التجسيم . وأخرى للجبر . وأخرى للتفويض . وأخرى لعترة الأنبياء . وأخرى للتنزيه المحصن بنفي الصفات ، وأخرى للتشبيه الخالص وزيادة الصفات ، إلى غير ذلك ، كل ذلك للأخذ بالمتشابه من غير إرجاعه إلى المحكم الحاكم فيه . وعلى فروع المتشابه أيضا تسلق المتصوفة وعلماء الكلام . فطائفة ذكرت أن الأحكام الدينية إنما شرعت لتكون طريقا إلى الوصول . فلو كان هناك طريق أقرب منها . كان سلوكه متعينا لمن ركبه . لأن المطلوب هو الوصول بأي طريقة تيسرت . وأخرى قالت : إن التكاليف إنما هي لبلوغ الكمال . ولا معنى لبقائها بعد الكمال بتحقق الوصول . فلا تكليف لكامل [1] وهكذا وغير ذلك كثير . إن الله تعالى الذي أنزل الكتاب هو وحده الذي يحدد من الذي يتعامل مع هذا الكتاب .