نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 89
فيجب أن يكون في الحسبان ، إن طاعة النبي وتقديمه على الأنفس هو العمل الذي لا يبور . وغيره يجعله الله هباءا منثورا . والذي يدعو نفسه ويعين قافلته التي تقوده . ربما يتعثر في فهم العمود الفقري الذي تقوم عليه الدعوة . إلا وهو القرآن الكريم . والقرآن الكريم به آية ربما تكون والله تعالى أعلم . آية التعجيز لمن رأى أن يختار الطريق لنفسه . قال تعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) [1] . فهذه دائرة أخرى [ الذين في قلوبهم زيغ ] والزيغ . الميل عن الاستقامة . والآية تكشف حال الناس بالنسبة إلى تلقي القرآن بمحكمه ومتشابهه . وإن منهم من هو زائغ القلب يتبع المتشابه لهدف هو ابتغاء الفتنة والتأويل . ومنهم من هو راسخ العلم مستقر القلب . يأخذ المحكم ويؤمن بالمتشابه . واشتمال القرآن الكريم على المتشابه هو تمحيص القلوب في التصديق به . والكتاب كما يشتمل على المتشابهات . كذلك يشتمل على المحكمات التي تبين المتشابهات بالرجوع إليها . وقال ابن كثير في معنى الآية : فأما الذين في قلوبهم زيغ أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل إنما يأخذون منه المتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة . ابتغاء الفتنة أي الاضلال وابتغاء تأويله أي تحريفه على ما يريدونه [2] وقال صاحب الميزان : ومعنى الآية . يريدون باتباع المتشابه إضلال الناس في آيات الله . وهو الحصول والوقوف على تأويل القرآن . ومآخذ أحكام الحلال والحرام . حتى يستغنوا عن اتباع محكمات الدين . فينتسخ بذلك دين الله من أصله [3] . وكما ذكرنا أن هذه الآية عمودا فقريا يتحطم عليه كل رأي اختار طريقه
[1] سورة آل عمران : الآية 7 . [2] تفسير ابن كثير 345 \ 1 . [3] الميزان 23 \ 3 .
89
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 89