responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 81


المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف يخاطبونه فليس معنى أنه بينهم أو يشاورهم في الأمر اختلاط الأمور وانصهار المكانة . فأرض الدعوة عليها من هو في دائرة الإيمان والإسلام وغير ذلك من دوائر الرجس والقلوب المريضة . وجميع هؤلاء يتحدثون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولأن الحديث مع الأنبياء والرسل يترتب عليه إما الجنة وإما النار أقامت الدعوة جدارا من الرحمة ، حتى لا تزل الأقدام وتحبط الأعمال . قال تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون * إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله صلى أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ) * [1] .
قال ابن كثير : أي لا تسرعوا في الأشياء بين يديه ، أي قبله . بل كونوا تبعا له في جميع الأمور . . وقال سفيان : لا تقدموا بقول ولا بفعل . وقال الضحاك :
لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله من شرائع دينكم . وقوله * ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) * قال ابن كثير : هذا أدب ثان أدب الله تعالى به المؤمنين أن لا يرفعوا أصواتهم بين النبي صلى الله عليه وسلم فوق صوته . وروي أنها نزلت في الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، روى البخاري عن أبي مليكة قال : كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم ركب بني تميم .
فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس ، أخي بني مجاشع . وأشار الآخر برجل آخر .
فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلا خلافي . وقال عمر : ما أردت خلافك .
فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم . . . الآية ) * [2] وقوله تعالى : * ( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) *



[1] سورة الحجرات : الآية 1 - 3 .
[2] رواه البخاري ( الصحيح : 190 / 3 ) والترمذي وقال حسن غريب ( الجامع : 387 / 5 ) وذكره ابن كثير في التفسير : 206 / 4 .

81

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست