نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 80
الخاصة من أصحابه تارة أخرى . كل ذلك وفقا لحركة الدعوة وحركة القبائل وثقافتها . وكان في موضع آخر يقول في بعضهم وقد جاءوا به * ( دعه . لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) * [1] . ويقول : * ( معاذ الله . أتتسامع الأمم أن محمدا يقتل أصحابه ) * [2] . لقد كان صلى الله عليه وآله يصفح إذا اقتضت المصلحة ذلك أو كما ذكر البخاري ، كان يترك قتال المعارضين للتآلف وألا ينفر الناس عنه [3] . وإذا كانت الغلظة أي معاملتهم بخشونة تقتضيه مصلحة الدعوة في صدرها الأول . فإنهم إذا أظهروا النفاق ، بمعنى إذا حشدوا حشودهم للدفاع عن ثقافتهم التي يعبرون عنها بألسنتهم ، ووقودها في قلوبهم ، فإذا كانت المصلحة في قتالهم قوتلوا . ولكن ، تحت راية إمام حق ، عالم بالتأويل . لأن قتال المسلمين يختلف عن قتال غيرهم ، فالقتال أي قتال ، فيه دماء ، وسبي ، وجرحى ، وأرامل ، إلى غير ذلك . وهذا كله إذا دار تحت سقف واحد احتاج إلى فقه طويل عريض عال . يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما ذكر ابن كثير : بعث النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة أسياف . سيف للمشركين * ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فقاتلوا المشركين ) * وسيف للكفار من أهل الكتاب * ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) * ، وسيف للمنافقين * ( جاهدوا الكفار والمنافقين ) * ، وسيف للبغاة * ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ) * . قال ابن كثير : وهذا يقتضي أنهم يجاهدون بالسيوف إذا أظهروا النفاق ، قال بذلك ابن جرير [4] . وكما سارت حركة الدعوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة والمشاورة في الأمر ، وجهاد المشركين بما تقتضيه المصلحة ضرب الوحي سورا من الرحمة يحدد كيف يتعامل
[1] رواه البخاري ومسلم عن جابر ( كنز العمال : 200 / 11 ) . [2] رواه أحمد وحسنه الهيثمي ( مجمع الزوائد : 231 / 6 ) . [3] البخاري ( الصحيح : 312 / 4 ) . [4] ابن كثير في التفسير : 371 / 2 .
80
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 80