responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 79


يبين لماذا ومتى وكيف . فمن أراد فليراجعها في مواضعها ، أما قتال المنافقين الذين يرتدون جلباب الإسلام ويدخلون مساجده ويرتلون كتابه ، فله شأن آخر .
قال ابن كثير في جهاد المنافقين : عن ابن مسعود قال : بيده فإن لم يستطع فليكفهر في وجهه . وعن ابن عباس قال : باللسان . وعن الحسن وقتادة ومجاهد : مجاهدتهم إقامة الحدود عليهم [1] . وقال في الميزان عن جهادهم :
المجاهدة بذل غاية الجهد في مقاومتهم ، والجهاد يكون باللسان وباليد حتى ينتهي إلى القتال . وشاع استعمال الجهاد في القرآن في قتال الكفار ، لكونهم متجاهرين بالخلاف والشقاق . فأما المنافقون ، فهم الذين لا يتظاهرون بكفر ولا يتجاهرون بخلاف . وإنما يبطنون الكفر ويقلبون الأمور كيدا ومكرا . ولا معنى للجهاد معهم بمعنى قتالهم ومحاربتهم . . والمراد بجهادهم - في الآية - مطلق ما تقتضيه المصلحة من بذل الجهد في مقاومتهم . فإن اقتضت المصلحة هجروا ولم يخالطوا ولم يعاشروا وإن اقتضت وعظوا باللسان . وإن اقتضت أخرجوا وشردوا أو قتلوا إذا أخذ عليهم الردة أو غير ذلك . ويشهد لهذا المعنى عن كون المراد بالجهاد في الآية هو : مطلق بذل الجهد . تعقيب قوله تعالى : * ( جاهد الكفار والمنافقين ) * بقوله : * ( واغلظ عليهم ) * أي شدد عليهم وعاملهم بالخشونة [2] .
وقد تعامل النبي صلى الله عليه وسلم على امتداد مسيرته بين دوائر الصد في الداخل ، وفقا لمصلحة الدعوة . وقول الله تعالى لرسوله في شأن المنافقين :
* ( لا تصلي على أحد منهم مات أبدا ) * [3] يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يعرفهم بأعيانهم وأنه كان يتصرف التصرف الذي يمنع المنافقين من قطع الشوط الكبير في إفساد الأمر . فكان صلى الله عليه وسلم يخرج بعض المنافقين من المسجد على سمع ومرأى من الجميع تارة ، وكان يسر بأسماء بعضهم إلى أصحابه تارة . وكان يسر بأسماء البعض الآخر إلى خاصة



[1] ابن كثير في التفسير : 371 / 2 .
[2] الميزان : 329 / 9 .
[3] سورة التوبة : الآية 84 .

79

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست