responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 78


برحمة منا . لذلك أمرناه أن يعفو عنكم ويستغفر لكم ويشاوركم في الأمر . وأن يتوكل علينا إذا عزم [1] .
وعلى هذا الأساس شقت الدعوة طريقها وسط الصخور ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعفو عن بعض أفعالهم غير أن هذا العفو لا يشمل موارد الحدود الشرعية وما يناظرها وإلا لغي التشريع . وكان يشاورهم في الأمر ، قال ابن كثير :
كان يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث ، تطيبا لقلوبهم ، ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه [2] . ولقد شاورهم يوم بدر وفي مواطن كثيرة على امتداد سيرته صلى الله عليه وسلم . ولا يجب أن يفهم من مشاورتهم في الأمر أن هذه المشاورة في أمور عقائدية أو أمور حسمها الوحي . وإنما المشاورة كما نصت الآية * ( في الأمر ) * أي الأمر الذي يعزمون عليه . والذي يدخل في إطار الأمور العامة التي تجوز فيها المشاورة . وبعد المشاورة إذا عزم الرسول صلى الله عليه وسلم . فإن من أحبه كان وليا وناصرا له غير خاذله . وكان صلى الله عليه وسلم يشعرهم على امتداد المسيرة ، بأنه إنما يفعل ما يؤمر . والله سبحانه عن فعله راض ، وهو متوكل على الله . وعليهم أن يتوكلوا عليه لأن الله يحب المتوكلين .
وهكذا ضربت الدعوة وجهة الجحود بالرحمة ، وحاصرت جميع الدوائر بالمشورة . وساقت الجميع إلى التوكل على الله . وأمام هذا العطاء كان أصحاب الرقاب الغليظة يعضون على أناملهم من الغيظ لأنهم عجزوا عن اختراق حاجز الرحمة وحاجز المشورة اللذين ينتهيان إلى الله قاصم الجبارين . كانت دوائر الصد تموج بأصحاب المخالب ويرتد فيها صدى قرقعة أنياب الحيتان . وأمام العوائق والمخالب أمر الله تعالى بجهادهم . قال تعالى : * ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم ) * [3] . أما جهاد الكفار الذين تجاهروا بالكفر وخرجوا للصد عن سبيل الله ، ففي قتالهم آيات كثيرة ولهذه الآيات تفسير



[1] الميزان : 56 / 4 .
[2] تفسير ابن كثير : 420 / 1 .
[3] سورة التوبة : 73 .

78

نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست