نام کتاب : معالم الفتن نویسنده : سعيد أيوب جلد : 1 صفحه : 77
في إمارة أسامة . وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بما قالوا ، جلس على المنبر وقال : " إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه في قبل . . وحثهم على الخروج . ولم يخرج البعث إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . 4 - جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم لتيارات الصد الداخلية : بعد أن هرول أعداء الدعوة إلى أرض الدعوة ، ينطقون بألسنتهم شعارات الدعوة وتختزن قلوبهم أوجال الصد عن سبيل الله . بعد أن تدثروا بجلباب الإسلام سواء كان مصنوعا من قماش الخوف أو قماش المنفعة ، بعد هذا أصبح التصدي لما يرتكبوه من جرائم غرض يتخذونه لتشويه الدعوة ، تحت شعار أن محمدا يقتل أصحابه . فشعار مثل هذا وسط قبائل وعصبيات ودوائر عديدة للصد داخلية وخارجية ، سيضع بلا أدنى شك عقبات أمام الدعوة يجد فيها برنامج الشيطان متسعا للانطلاق . ولهذه الأسباب وغيرها كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير بالدعوة بين نفوس من صخر وبين نفوس نقية تقية . والدعوة في الأساس أخروية الثواب ، ويقف تحت سقفها كل من قبلها وأدى شعائرها . والدعوة تتحرك وفقا لوحي يحركها . وإذا نظرنا إلى حركة الدعوة في مواجهة المنافقين والذين في قلوبهم مرض وغيرهم . نجد أن القرآن الكريم قد حدد هذه الحركة بما يتلائم مع النفس الإنسانية عموما ليصل بها في النهاية إلى المخزون الفطري . قال تعالى : * ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) * [1] . فالدعوة تحركت على محاور فيها الرحمة والعفو والاستغفار والمشورة التي تنتهي في نهاية الأمر إلى قرار رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال في الميزان : * ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) * ، أصل المعنى : فقد لان لكم رسولنا